ولنا فى رسولنا اسوة حسنة

سبحان الله القائل ( وإنك لعلى خلق عظيم )
وأيضا ( وأدعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)
وايضا ( لوكنت فظا غليظ القلب لإنفضوا من حولك )

الدعو ة الى هذا الدين وهذه الرسالةالسماوية السمحة ما كانت سوف تصلنا إلينا لو أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن (لين ) ( حكيم ) (حسن الخلق ).
أقول هذا الكلام للأخوة الذين يتبنون العمل الطوعي الخيري والعمل العام .. فهنالك صفات يجب أن يتحلى بها من يتصدى لمثل هذه الأعمال . فلا يستقيم الحال والعود أعوج ..
فكيف تدعو لعمل عام بأسلوب تهكم فج أجوف ؟ وتطلب من الناس تبرعات لبناء مسجد أو مدرسة أو خلافه .. فلابد يا أخوان من إنتهاج الأسلوب الأمثل مدعم طلبه بأيات وحكم ومواعظ ولا بأس ابيات من الشعر .. منصبة داخل الموضوع ترغب الناس في العمل الخيري الطوعي .. لا تنفر الناس منه.
كما وأن الأنسان يجب فى كل تعامله مع الناس أن يتحلي بحسن الخلق وهو يحتدث اليهم دون تهكم وأن لايفرض نفسه كوصي على الآخرين .
فلنستفيد جميعا من هذا الدين الماعون الكبير الذي فيه فسحة للنفس والروح .
واعلموا ايها الأخوة بأن هذه النفس البشرية التى بين جنباتنا فيها جوانب مضية كثيرة وكثيرة جدا . فلماذا العتمة والسواد .. والغلظة .. والفجاجة .. والفظاظة .

ولكم محبتي .

السلام عليكم, أخي عبدالله بارك الله فيكم وسدد خطاكم.
فعلا تحتاج عمليّة الدّعوة إلى الله إلى الأساليب الجيّدة الرّقيقة التي تصغي إليها الآذان وتستريح إليها الأذهان، وهي التي تساعد الدّاعي على معرفة أيسر المنافذ وأسرع الطّرق المثلى الموصلة إلى نفوس المدعوين وقلوبهم، كما تعينه على معرفة الأماكن الإستراتيجيّة الحسّاسة لجذبهم واستمالتهم إليه، لقبول الحقّ الذي يدعوهم إليه، والانقياد التّام لله تعالى الذي فيه سعادة الدّنيا والآخرة. فالدّاعية الماهر المتمكّن هو الذي يختار ويهيّأ لنفسه الأساليب الحكيمة الواضحة، والطّريقة السّهلة التي يتناولها ويستخدمها قبل الشّروع والخوض في غمار الدّعوة، حسب ما دعته إليها الحاجة، إذ علم يقينا أنّ النّاس بطبائعهم وعاداتهم التي جبلوا عليها متفاوتون ومتباينون في كلّ شيء، وأنّهم ليسوا في درجة واحدة ولا في مرحلة متساوية حتى يخاطبهم بأسلوب يكون على مستوى واحد،